مع وصول منصات البث مثل نتفليكس، امازون برايم أو ديزني +، تواجه دور السينما في إيطاليا وكذلك في عدة بلدان منافسة شديدة. تعدد العروض يعطي للجمهور أكبر إمكانية في الاختيار. في فرنسا، على سبيل المثال، تم وضع التسلسل الزمني الإعلامي من أجل حماية الاستغلال في دور السينما. يعطي هذا النظام الأولوية الى صالات السينما للأفلام التي تعرضها. ولا يمكن بث الأفلام على مراكز الخدمات الأخرى (التلفزيونات، منصات البث وغيرها) إلا بعد فترة يحددها القانون.
تضاف على هذه المنافسة جانحة الكوفيد – 19 التي دفعت الدول الى إغلاق أماكن عديدة بما فيها دور السينما. منذ إعادة فتحها، الجمهور ليس على الموعد. وفقاً لمقال مجلة فارييتي، تعتبر إيطاليا “(…) واحدة من الأراضي الأوروبية حيث كان الجمهور أكثر تردداً في العودة الى السينما بعد إعادة فتح الصالات (…)“. ولاقى شباك التذاكر الوطني انخفاض إيراداته بنسبة 50% في العام 2021 مقارنة مع العام الذي سبق الجانحة. وقُدر النقص، وفقاً لمقال في مجلة فارييتي ايضاً “بحوالي 600 مليون يورو“.
لمواجهة ذلك، وقع وزير الثقافة الإيطالي في شهر آذار 2022، على مرسوم يهدف الى إعطاء الأولوية لدور السينما. من الآن وصاعداً، لبث فيلم على الانترنت، يُعرض ايضاً في الصالات، سيكون من الضروري انتظار 90 يوماً بعد خروجه في دور السينما. تُطبق هذه القاعدة على الإنتاجات الإيطالية والأفلام الأجنبية على حد سواء.
مع ذلك، هذا الإصلاح قابل للجدل. وفقاً للمدير العام المساعد لأونيفرسال بكتشورز انترناسيونال إيطاليا، ماسيمو برويتي، “فكرة قانون يغير ويحدد عادات المستهلكين قابلة للجدل“. ويؤكد أنه، في سوق الانتاجات الدولية المُكلفة، “لا شيء يسمح بالتأكيد أن الجمهور يختار عدم الذهاب الى دور السينما لأن مهلة الانتظار بين خروج الفيلم في الصالات وإتاحته في السوق الوطني قصيرة جداً“.
في مواجهة هذا الخطاب، طلب مدير الراي سينما، باولو دل بروكو، ومدير ميدياسيت ميدوزا للأفلام، جيامباولو ليتا، من الحكومة، بعد توقيع المرسوم، مضاعفة مهلة الأولوية المعطاة لدور السينما، بنقلها من 90 الى 180 يوماً. ويتطرقان ايضاً الى ضرورة التسهيل الضريبي للإنتاجات المخصصة لدور السينما، مقارنة مع الإنتاجات التي تبث حصرياً على المنصات. أعلن الوزير في رده، خلال حفل جوائز دافيد دي دوناتلو، أنه سيتم وضع قواعد جديدة.
يُعتبر المرسوم المطبق مؤخراً، في هذه الفترة، مرحلة في وجه وضع يؤثر بالاستغلال السينمائي في إيطاليا لكن ايضاً في مجمل البلدان.
