مقدم خلال المنافسة الدولية ساندانس 2022، الوثائقي طنطورة الذي أخرجه الإسرائيلي الون شفارتز، يغمرنا في قلب مجزرة سكان قرية فلسطينية، طنطورة. حصل في ليلة 22 الى 23 أيار 1948، في خضم الحرب الإسرائيلية – العربية، أن قام مقاتلون إسرائيليون من لواء الاسكندروني بهذه المجزرة.
في التسعينات، أجرة المؤرخ الإسرائيلي ثيودور كاتز بحثاً في إطار أطروحته في التاريخ في جامعة حيفا. مكتوبة انطلاقاُ من مقابلات عديدة مع ضباط حاضرين وسكان فلسطينيين، تكشف اطروحته عن قتل حوالي 200 فلسطيني في هذه القرية. في أعقاب تصديق أقرانه ونشر أطروحته في العام 1988، تسبب عمله في فضيحة في إسرائيل. وقدم جنود لواء الإسكندروني، تم استجوابهم من قبل المؤرخ، شكوى ضده بتهمة التشهير. ستثبت المحكمة أنهم على حق. وسيعتذر ثيودور كاتز علناً ويؤكد أن المجزرة لم تحدث ابداً.
لذلك، وانطلاقاً من هذه القصة، قرر الون شفارتز إنشاء فيلم حول هذا الموضوع السياسي والمتضارب بشكل بارز.
مع طنطورة، يعتبر المخرج عمل ثيودور كاتز أمراً مفروغاً منه. استناداً إلى 140 ساعة من المقابلات التي أجراها الباحث، يقدم ألون شفارتز شهادات جديدة. أمام الكاميرا، يعاود مساءلة الجهات الفاعلة في هذه الأحداث حيث يبرر الجنود أنفسهم، بخطب متناقضة، أو يتذكرون، أو يحاولون أحياناً نسيان هذه الليلة من العام 1948. من أجل إثراء قصته، كان سكان القرية الحاليين فضلاً عن المؤرخين حاضرين. بالنسبة للمؤلف، الجميع يشاركون، في حاجة إلى سؤال وفهم الماضي من أجل المضي قدماً.