فيديودروم 2، المقهى – سينما الواقع على طريق جوليان في مرسيليا، يعرض خلال أسبوع أعمال المخرج رينيه فوتييه. صالة السينما هذه، التي تعمل ايضاً بمثابة نادِ للفيديو وحانة صغيرة، تقدم برمجة متنوعة وجماعية تتجدد بانتظام. في شكل دورات، يتم تأسيس العلاقات بين الأفلام وذلك لتسليط الضوء عليها وجعلها في متناول أكبر عدد من الناس. وللمشاهد في هذه المساحة مكانة نشيطة، كما مختلف الشركاء الذين يتم وضع البرمجة معهم.
ممثل، سيناريست، مخرج، كان رينيه فوتييه ملتزماً دوماً. مولود في كانون الثاني 1928، ومتوفي في كانون الثاني 2015، نال رجل السينما هذا، صليب الحرب في السادسة عشر من عمره. في العام 1948، تخرج من معهد العلوم السينمائية العليا بدرجة أولى في دورته. ثم بتوصية من الاتحاد الفرنسي للتعليم، ذهب الى افريقيا الصحراوية لتصوير شروط الحياة في القرى المستعمرة. تغير هذه الرحلة نظرته الى الأشياء. وسيجهد لوضع “الصورة والصوت امام الذين ترفضهم الأنظمة المؤسسة”. سواء كان في الجزائر، في افريقيا أو في بريطانيا، يذهب الى أي مكان، الكاميرا في يده، لاستنكار الظلم والعبث في الأنظمة القائمة.
من خلال مزاجه والمواضيع التي يعالجها، يتعرض خلال مسيرته المهنية للرقابة لعدة مرات. سواء كان لفيلم افريقا 50 الذي اخرجه في الواحدة والعشرين من عمره والذي تعرض للرقابة خلال أربعين سنة، التي تصل بالحكم على المخرج بالسجن لمدة سنة. “وطن الجزائر“، يخرج في الصالات في العام 1954، ويتم منع عرضه ويُعاقب مخرجه بسبب التعرض الى أمن فرنسا الداخلي. أو لفيلم “الجزائر في النار” الذي بسببه حكم عليه بالسجن لمدة 25 شهراً بين العام 1958 والعام 1960.
بالرغم من جميع العقبات التي عاشها، تكللت مسيرته بالمكافآت. لأول مرة في العام 1972 حيث حصل على جائزة النقد الدولية في مهرجان كان عن فيلمه “أن يكون عمري عشرين عاماً في أوريس“. عمل مهم في مجموعة اعماله السينمائية. يروي رينيه فوتييه من خلال صوره، قصص الجنود الفرنسيين الشباب المعارضين لحرب الجزائر الذين كانوا مجبرين للقتال تحت إمرة الملازم بيتان.
لكن مسيرته لا تتلخص بفيلم طويل واحد، وفي العام 1998 حصل على الجائزة الكبرى للشركة المدنية لمؤلفي الوسائط المتعددة لمجمل اعماله.
مصدر :
http://algeriades.com
https://www.franceculture.fr
https://www.videodrome2.fr
https://fr.wikipedia.org
