من خلال فيلمه الأخير، امسية في توسكانا، يتناول جاسيك بوركوش العديد من القضايا المتعلقة بالمخاوف الحالية. يهتم هذا المخرج والسيناريست البولندي بتأثير ازمة اللاجئين، العائلة وحدود الحرية.
تأخذ هذه الرواية الحياة من خلال قصة الشاعرة، ماريا ليند. تسكن في ريف توسكانا، محاطة بأسرتها، اصدقائها وعشيقها المصري الشاب. ولكن بعد هجوم وفي سياق استقبال اللاجئين، يزداد التوتر في أوروبا القديمة كما في بلدتها الصغيرة. رافضة النفاق المحيط بها، تقبل حفلة توزيع جوائز نهائية، وتعود الى الأماكن العامة مع ببيان يشكل فضيحة. بهذه الكلمات يكشف الموجز قصة أمسية في توسكانا.
هذا الفيلم الروائي الطويل هو لقاء بين الممثلين البولنديين والايطاليين الذي أراد المخرج أن يكون صورة حميمية. من خلال هذه الكاتبة الحائزة على جائزة، يصف جاسيك بوركوش فئة من المثقفين الأوروبيين الذي يرفضون عالماً يحكمه إنشاء الجدران والحدود. وهكذا، فإن علاقتها مع عشيقه المصري، نظير، هي استعارة حية للعلاقات الموجودة بين الثقافات الشرقية والغربية. ويصبح الإطار العائلي هو ايضاً رمزاً. وتمثل العائلة في الوهلة الأولى، أوروبا موحدة، تتمزق بعد ذلك وتتفتت.
أن فكرة “القارة القديمة”، عدم قدرتها على إدارة القضايا الحالية، والخوف الذي يلامس غالبية سكانها، هي أفكار أراد جاسيك بوركوش معالجتها. وليس من قبيل الصدفة أن تأخذ روايته الحياة في إيطاليا. بعد عدة زيارات قام بها لهذا البلد، قرر أنه يمثل بشكل تام التطلعات والتحديات التي يتوجب على أوروبا مواجهتها.
ويوضح جاسيك بوركوش أنه “بإمكاننا رؤية أمسية في توسكانا على مستوى أساسي، كفيلم يروي قصة عائلة والعلاقات الإنسانية. ذلك يصح ايضاً. أما، إذا تطلعنا الى مستوى الاستعارة، بإمكاننا رؤية قصة عن أوروبا، قارتنا القديمة. ماريا ليند، التي تلعب دورها كريستينا جاندا، هي رمز قارتنا القديمة. نظير، القبطي المذهب، يمثل أوروبا شابة ومستقبل هذه القارة.”.
للمرة الثالثة، يقدم جاسيك بوركوش فيلمه في مهرجان ساندانس الذي يقام من 24 كانون الثاني الى 3 شباط. وسيتم عرضه ضمن فئة المسابقة الدولية للسينما الدرامية، قبل خروجه في صالات السينما بتاريخ 5 شباط.
: مصدر
http://www.allocine.fr
https://cineuropa.org
https://www.italieaparis.net
https://www.sundance.org